#جبل_شوكة_حرد متحف طبيعي يحكي تاريخ الأيام والزمان البعيد ..!

التنمية برس:خاص
وانت تقصد زيارة عزلة حرد وشوكته الشهيرة ريف إب والتي تبعد عن مركز المحافظة بحوالي 15 كيلو متر ، في رحلة ترفيهية بحثا عن تغير جو المدينة وإراحة  النفس..!
 فإن الطريق الوحيد الى يصلك إلى هدفك ، يأتي عبر قرى المجمعة والمناى والسواد والمنزل ريف إب ،  وهو طريق  متهالك يتفقد لكثير من شروط الأمن والسلامة ..!!
ومع ذلك فقد وضعنا كل هذه المعوقات جانبا ، واتجهنا عبر هذا الطريق بسيارة صالون حديثة (دبل) تتبع ابن المنطقة الرجل الشهم الكريم محمد سعيد المنتصر..
#وما يمتع النفس ويسعد النفس ان رحلتنا التي انطلقت صباحا ، صاحبها لنا ظل السماء ، وانسكاب قطرات المطر المتساقط على قمم  الجبال ، مما زين البساط الذي اعشوشب ترابه واعرورش حجره وتجوهرت ينابيعه ، فتحول طريقنا إلى مشهد كرنفالي أسطوري لجمال الطبيعة ..
جمال تعجز عن تصويره ريشة فنان ، كما تحتار في وصفه قصيدة شاعر ..
تشاهد هناك سلاسل المرتفعات وهي تزهو بفلائل خضرة تنساب من قمم الجبال ، بفرحة أم  عاد إليها طفلها الرضيع بعد أن سلب منها ..!!؟
وفي الجانب الآخر تشاهد قرى معلقة لا يفارق سكانها الابتسامة ، وهم يستبشرون  بموسم زراعي وافر بالخير ومتنوع بالثمار ..
ومشهد المدرجات الرزاعية وانتظامها ، يمنح النفس الراحة ، فيما الروابي والوديان والجداول تمنحك ومن حولك جمال حي تتجسد معانيه في كل عناصر الصورة أمامك..
ونحن نغوص في عظمة هذه المناظر بالسيارة التي تقودنا إلى مبتغانا ، وهي تتأرجح بين المروج الخضراء وتشق طريقها نحو أعلى قمة في ريف إب..
هناك بدأ يظهر  لنا جبل شوكة حرد مبتغانا وهدفنا ...
ورويدا رويدا وصلنا على مقربة منه..
يالله كم هو مدهش ومثير ..!!
جبل شامخ ، ينتهي على هيئة إبرة أو شوكة ، ينتصب كحارس أمين لحماية تسع مديريات مطل عليها في محافظة إب هي ريف إب والعدين وجيش وجبلة والحزم والقفر والفرع والحزم وذي السفال ، ويعانق ضباب عزلة حرد وطيبة وصفاء قلوب أبناءها الذين يصل تعدادهم نحو (5000) ألف نسمه ، بمماسيها الخمس، ذي محبش والقيف واللفج
والعارضة 
والممساء الداخل ..
واحتضانه لعزل وقرى من خارج حرد أهمها السدم والمرقب ونقيل السنف والرضائي والدقيقة وبلدشار من الناحية الجنوبية كالأب الحنون ، ويدير ظهره الحاني لحماية حبيش ونقيل العقاب ورأس حرد والتفادي ، مشيرا من الجهة الجنوبية باتجاه ملكان والذهب وبني عواض ، ومن الجهة الشرقية باتجاه مشورة وبني محرم ..
ومع وصولنا شعرنا بحرارة الترحاب وكرم الضيافة من قبل أبنائه ، الذين كانوا يتسابقون على دعوتنا للغداء والمقيل ..
كانت زيارتنا لهذا المعلم نابعة عن أمنية بالنفس منذ الصغر ، تحقق جزء منها حتى الآن ، ولن تكتمل إلا بصعودنا إلى قمة هذا المعلم والجبال الشامخ والقلعة الغابرة  في قادم الأيام بإذن الله..
 جبل وحصن غاب عن تدوينه المؤرخون ، رغم أن الشواهد من حيث الشكل والنحوت التي مازالت حتى اليوم والمآثر التاريخية الموجودة على سفحه  من برك وبقايا حصن وانفاق وكهوف صغيرة ، لدليل واضح على أهمية هذا الجبل والحصن المنيع ..
وقد تعددت الرويات الغير موثقة أن الحصن كان يستخدمه الأتراك ايام الحروب التي دارت هناك..
 وما يؤسف له أن الحصن الذي يقع في قمة جبل شوكة حرد قد تعرض للخراب والدمار وليس لوزارة السياحة والسلطة المحلية بإب اي تواجد وتدخل حتى الآن  للمحافظة عليه كمعلم تاريخية يحكي عن حقبة زمنية من تاريخ اليمن القديم   ..
حقيقة الزائر لعزلة حرد ، سيندم كثيرا لتأخر زيارته لهذه المنطقة ، والتمتع بالنظر  والاستمتاع بخضرة جبالها واوديتها ، وجوها العليل ، والتفكر ببدائعة الصنع والتكوين ، ومشاهدة  مناظرها الطبيعة التي تسلب الألباب ومعالمها السياحية والأثرية التي تحول هذا الجبل بحصنه ومآثره إلى كتاب مفتوح أو متحف طبيعي يحكي تاريخ الأيام والازمان ، وتفصيلات مشهد عبقري الصنع ساحر الجمال ، تحولت معه تلك التضاريس بالغة الوعورة والقسوة إلى تقاطيع بالغة الرومانسية ، كإفراز امتزج مع قسوة الطبيعيه برمتها ، والجبال العالية دائمة الخضرة والشلالات والينابيع الصيفية..
من: محمد مزاحم

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية