واقع التعليم العام والمستقبل المظلم للمجتمع اليمني: أنقذوا البلد من الانحدار للهاوية وإلا خر السقف على رؤوس أهله.

 

***

من المسلم به أن مستقبل أية أمة مرهون بأطفالها وشبابها لاسيما في سنوات التعليم العام. ولن أطيل الحديث حول واقع التعليم العام اليمني إلا أنني سأكتفي بسرد بعض المؤشرات التي تشير إلى أن مستقبل اليمن ليس في خطر بل مظلم، وعلى المخلصين سرعة إنقاذه. ومن هذه المؤشرات:

1. لا توجد فرص متكافئة لجميع أطفال اليمن للالتحاق بالتعليم. وبالرغم من أن اليمن يرزق بحوالي 700 ألف طفل سنويا، إلا أن المتخرجين من الثانوية العامة لا يزيد عددهم عن 170 ألف طالب وطالبة. أي أن نسبة التسرب عالية، مما يعكس تدهورا في كفاءة مواطني اليمن وأن دورهم محدود في نهضة البلد.

2. أشارت البحوث إلى أن التلميذ اليمني مع نهاية الصف السادس الابتدائي لا يتقن قراءة وكتابة جمل بسيطة.

3. كما أن متخرجي الثانوية العامة لا يحسنون القراءة والكتابة بطريقة سليمة.

4. يوجد اتجاه عام لدى الطلبة بتقدير اللغات الأجنبية ﻻسيما الانجليزية أكثر من اللغة العربية، وهذا بلا شك سينعكس أثره على هوية وثقافة المجتمع اليمني لاحقا.

5. يمكن القول إن الإدارة المدرسية غير كفؤة أو فعالة إن لم تكن منعدمة.

6. الدرجات الوظيفية والتنقلات للمعلمين تباع وتشترى ولها أسعار معروفة ومتداولة.

7. شيوع الغش بين الطلبة في اختبارات النقل والشهادات الوطنية والأسوأ من ذلك أنها أصبحت مصدرا لجمع المال لبعض العاملين في النظام التعليمي.

8. شيوع الفساد المالي والإداري في هذا المرفق المهم مثله مثل بقية المرافق.

9. في الغالب لا يلتحق في كليات التربية والمهنة التعليمية إلا ذوي التقديرات المنخفضة.

10. أغلب المعلمين في التعليم العام غير مؤهلين لمهنة التعليم.

هذه بعض المؤشرات والتي يمكن التنبؤ بمستقبل اليمن من خلالها. وما يزيد الطين بلة أن أكثر من ثلاثة مليون تلميذ تركوا مقاعد الدراسة في مدارس التعليم العام بسبب حالة الحرب الذي تعيشه اليمن حاليا. علاوة على ذلك فإن 10% من خريجي الثانوية يلتحقون بالتعليم الجامعي وعند تخرجهم تنقصهم الكفاءة المهنية والمهارات الشخصية والاجتماعية واللغوية والحاسوبية مما يجعل المنظمات الموظفة لا تتحمس لتوظيفهم.

ما سبق يوضح وبدون أدنى شك المستقبل الخطير لليمن في السنوات القادمة. فهل أدرك المخلصون والمهنيون لخطورة التحدي. وهل بالإمكان اتخاذ اجراءات سريعة لمنع التدهور المتسارع والذي سيصيب المجتمع اليمني في مقتل.

سنكتشف فيما بعد أن أنصاف المتعلمين سيتزايدون ويكون ضرهم أكثر من نفعهم.

واللوم يقع أولا على من بيده عملية اتخاذ القرار، ثم جميع من له صلة بالعملية التعليمية من أولياء أمور ومؤسسات المجتمع المختلفة.

مقالات الكاتب