الإمارات الأكثر عطاء

دولة العطاء، تقدم بسخاء من أجل رفع التعب والعناء عن إخواننا في الأرض قاطبة. هذه الذراع، هذا الشراع، هذا اليراع، هذا الامتداد من مر باتجاه المدى، تقدمه بلادنا مثالاً، وسؤالاً للعالم أجمع، من أنه لن يستقيم عدد سكان الأرض إلا بانفتاح الصدور نحو كل الثغور، لكي تعشب أرض الناس جميعاً بالخير والأمان والاستقرار، وثراء المشاعر. الإمارات منذ التأسيس وعلى يد باني النهضة المباركة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تحمل حقيبة العطاء، غارفة من محفظة الأرض، ذاهبة إلى العالم، بقلب أخضر ويد بيضاء، ناصعة مؤمنة أنه لا حياة للبشرية إلا بالتعاون ورفع الظلم والضيم والظلام عن الآخرين، فهؤلاء جزء لا يتجزأ من جنسنا البشري، وهم من دمنا ولحمنا، بعيداً عن الألوان والأعراق، والأطياف فهذه كلها لا تشكل حواجز لأنها من صنيع بشر أو من ظروف الطبيعة، والإيمان الراسخ هو أن القاسم المشترك الذي يؤلفنا مع الآخرين هو تاريخ النشوء، فنحن بشر، ومن أنعم الله عليه بنعمة المال، واجبه أن يقف مع المحتاج والمعوز، وانتشاله من ربقة الظمأ والانكسار والاندحار.    والإمارات الثانية من بين عشر دول متقدمة في العطاء، منها النرويج ولوكسمبورج والدنمارك، حيث بلغت نسبة المساعدات 16,12 مليار درهم خلال سنة 2015، كما تم ذكره في تقرير أعدته لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي. هذا الرقم في حد ذاته، يشير ببنان وبيان، واضح أن الإمارات تعطي من غير ضجيج ولا عجيج إعلامي. تعطي بإيمان وصدق، ومن دون مزايدات سياسية أو شعارات أيديولوجية، الأمر الذي يجعلها اليوم تتوسط العالمين في التسامح والتواصل. وخوض محيطات الحياة بمشاعر أصفى من الماء الرقراق، وأفكار أنقى من الشهد، وبإرادة أقوى من شموخ الجبال، وبشفافية أشفى من أجنحة الطير، وببصير واعية، متدفقة من معين تاريخ طويل، متألقة كأنها النجوم الرابضة في أحشاء السماء.. الإمارات تسلك سلوك الدين السامي، وتعاليمه السمحاء، تقتدي بالخلف الصالح، وتمضي بالقيم نحو العلا وبالمبادئ نحو الرايات الرفيعة، الإمارات تأتي شهاداتها من الآخرين، ومن منظمات دولية متزنة، ومن تقارير لا تقبل التزييف ولا التحريف، إنما هي تعبر عن واقع حال، لأنها بلادنا بالفعل تتصدر اليوم المشهد العالمي، كصدر للذود عن حياة المغبونين، ومصدر لبث السعادة في قلوب المكسورين، وما نشهده اليوم، من شهادات وتقارير عن أن شعب الإمارات أسعد شعب في العالم، لم يأتِ من فراغ وإنما نتيجة لأن الإمارات مدت خيرها لأهلها، وغيرهم ما أعطى هذه الدولة، مكانة عالية في نفوس الآخرين، وكذلك وضعها نجمة في سماء العالم المظلمة.  الإمارات الأولى في العطاء، الأولى في السعادة، الأولى في بناء جسور المودة ما بين شعوب الدنيا.

 

*منقول من صحيفة الاتحاد الاماراتية

مقالات الكاتب