الاقتصاد الجديد

لعل الفترة الماضية تعطي الانطباع عما يجب على المواطن أن يضعه في الحسبان بشكل مستمر. أهم القضايا المستجدة في مجتمعنا هي قضية إثقال الموظف نفسه وأسرته بالقروض التي تستقطع نسبا عالية من دخل الأسرة.

التغيير المهم في حياة الشباب اليوم يتعلق بالتفكير مليا في مفهوم التوفير والبحث عما يناسب وضعهم الاقتصادي قبل البحث عن التقليد أو المتعة فيما لا يلائم قدرة الأسرة ودخل عائلها. يضيف الأمر على الشباب مفهوما جديدا يبنى على عدم الثقة باستمرار الوفرة المالية إلى ما لا نهاية.

يمكن أن نعزو حالة الصرف الباذخ المشاهد في كثير من الأسر الشابة إلى التربية التي يتحمل فيها الأب والأم كل المسؤولية، ليصبح الأبناء عالة عليهم. عندما نتذكر الماضي القريب، تقفز للذهن مجموعة من الصور التي فقدنا جزءا كبيرا منها اليوم. نتذكر كيف أن الأسرة كانت تعيش في مبنى واحد، وكيف يخدم الأبناء أسرهم والابتسامة تعلو محياهم.

نتذكر المسؤولية التي يحملها الشاب وهو لا يزال في سن لا تتعدى العشرين عن أسرته، وكيف يحاول أن يريح والديه. نستعيد حال الشاب المسؤول عن تنقلات كل الأسرة طول الوقت، الفتاة التي تحمل أعباء المنزل من طبخ وخدمة بـ”ذرابة”.

صور محيت بداية من الطفرة الأولى في التسعينيات الهجرية، واستمرت في الاختفاء التدريجي، حتى أصبح الشباب والبنات عالة على أسرهم وأصبح السائق جزءا من ثقافة المجتمع والخادمة الجزء المكمل للصورة في كل البيوت تقريبا.

هل كنا بحاجة للصحيان من وهم عشناه سنين فتعود الأسر لطبيعتها ونسترجع أيامنا وحياتنا التي فقدناها مع الوفرة السريعة غير المقننة؟ أظن هذا ما سيحدث في القادم من الأيام.

على أنه من المهم أن نتذكر أن الحال التي تعيشها الأسر تتجاوز توقعات الأسر المماثلة في أغنى دول أوروبا والعالم الأول بشكل عام. الواضح أننا بصدد تغيير مهم سيؤدي دون شك إلى مفاهيم وأساليب حياة مختلفة تعتمد على رؤيتنا الجديدة للحياة والسلوك المالي.

أكثر ما سيتأثر في العصر الجديد هو حجم المباني التي تعيش فيها الأسر. يتماشى هذا مع التغيير في فواتير الخدمات وتكاليف الصيانة، إضافة إلى المجهود الذي سيبذل في المحافظة على نظافة المباني والمرافق المحقة بها. الشقق ستكون أكثر رواجــا من ذي قبل… وغــدا نكمــل بحول الله.
نقلا عن الاقتصادية

مقالات الكاتب