العمل الإنساني والتنمية المجتمعية.. الشركة العربية اليمنية للإسمنت (أنموذج)

خدمة الإنسان لأخيه الإنسان يمثل قيم العطاء والخير والتكافل لمجتمعنا الكريم، ونراهن اليوم على عمل الخير والتنمية الإنسانية كرسالة خالدة ذات أهمية بالغة. 
العمل الإنساني هو من المقاصد الكبرى التي خُلق الإنسان من أجلها ليعمر الأرض لا ليهدمها، العمل الإنساني: إخاء وتراحم ومحبة ووفاء وطاعة، واستزادة بفضل الرحمن الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، قال تعالى في محكم كتابه: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم). 
وإقراض الله هو الإحسان لعباده الفقراء الذين مستهم البأساء والضراء.  
 
بإمكاننا القول إنها ثقافة العطاء بلا مقابل والعمل بشعار (معًا لخدمة مجتمعنا). 
 
في هذا المقال الهادف، والذي يعتبر إشادة وعرفانًا أكتبه بكل إخلاص وصدق تتناغم حروفه بمشاعر الشرف والفخر والاعتزاز بشكل خاص، أهديه كهدية متواضعة إلى الشركة العربية اليمنية للإسمنت المحدودة، لعلها تدرك حجم نشاطها وأعمالها التنموية والمجتمعية التي تصبّ في دعم وخدمة الوطن والمواطن، والحقيقة دائما تقال لمن يخدم التنمية ويعزز من مكانة المسؤولية الاجتماعية.
 
تغطي الشركة، من خلال أعمالها الخيرية، مجموعة واسعة من المهام الإنسانية، وتسعى جاهدة للوصول إلى أكثر الفئات حاجة في شتى المجتمعات، وهي تدعم علاج المرضى والمعاقين في كل مكان، وتساهم في علاج المرضى وتوفر لهم الأدوية بصورة مجانية خدمةً وواجبًا إنسانيًا منها.
 
الانخراط في الأعمال التنموية والخدمية تعتبر تجربة فريدة، فهي تشعر المتبرع بالتحسن والراحة النفسية، بمساعدة الآخرين يخلق نوعا من تقدير الذات، ويعزز عادة العطاء والكرم لإخراج جيل يقدّر معنى العمل الإنساني والإدراك أن المال القليل يساهم بإسعاد أناس يحتاجون فعلاً للمساعدة في ظل التحديات والمعاناة. 
 
فقبل أن نبدأ بعرض أبرز الأنشطة والأعمال الإنسانية التي قامت بها الشركة خلال الأعوام الخمس الماضية دعني عزيزي القارئ - عزيزتي القارئة أن أعرفكم بشكل موجز عن الشركة، في السطور الآتية:
 
 هي إحدى الشركات الكبيرة العاملة في قطاع الإسمنت والمنتجة في اليمن، وهي شركة خاصة ذات مسؤولية محدودة ويملكها رجال أعمال حضارم أحبوا أن يستثمروا في بلدهم خدمةً للاقتصاد الوطني. 
 
 بالنسبة لمصنع الشركة فهو يعمل بطاقة إنتاجية تقدر بحوالي 4000 طن كلكتر يوميا، وبمعدل مليون ومائتي ألف طن كلكتر، وبما يقارب مليون وخمسمائة ألف طن إسمنت سنويا.
 
 تأسست الشركة في أكتوبر من العام 2004م وبدأ إنتاجها التدريجي أواخر العام 2009م وتم افتتاحها رسمياً في أبريل من العام 2010م، وهي تمثل رافدا أساسيا لاقتصاد بلدنا من تشغيل أيادٍ عاملة، حيث يُقدر رأس مالها بأكثر من (142,000,000) دولار (مائة واثنان وأربعون مليون دولار)، وبتكلفة إجمالية تقدر بنحو (250,000,000) دولار (مائتان وخمسون مليون دولار)، وهي تلبي احتياجات المستهلكين في السوق المحلي في صناعة وتسويق الإسمنت اليمني. 
 
 
 ويقع مقر الشركة الرئيس في منطقة العيون بالقرب من مدينة المكلا في محافظة حضرموت، ومن منتجاتها إسمنت حضرموت والعربية، وتؤمن بقيمها النزيهة، ومن حيث الدقة والأهداف فهي تسعى جاهدة لجعل صناعة الإسمنت شريكا أساسيا في نماء المجتمع والمساهمة في تطوير البنية التحتية والنمو الاقتصادي في البلد، كما أنها تهتم بالتنمية المستدامة وتقديم خدمات تنال رضا المجتمع المحلي. 
 
 
 منذ نشأتها تبنت فكرة التفاعل الإيجابي مع مجتمعها، وخلال فترة مسيرتها حرصت على تركيز مساهماتها لتلامس الاحتياج الفعلي في كل مرحلة.
 
ومما سبق ذكره نستعرض لكم أبرز المساهمات المجتمعية العديدة، وهي كثيرة ومنها أثناء الأزمات: 
- خلال مرحلة انقطاع توريد المشتقات النفطية في محافظة حضرموت مطلع العام 2015م والتي أوشكت بسببها جميع محطات توليد الطاقة الكهربائية بالخروج عن الخدمة، هبّت لخدمة مجتمعها بتزويد محطة الريان الكهربائية بما يزيد عن (330) طنًا من مادة المازوت مساهمة في تخفيف أعباء الأزمة. وخلال نفس العام استمرت بمساهماتها المجتمعية المتجددة لتصل إلى قيمة إجمالية بنحو (19,000,000) ريال (تسعة عشر مليون ريال) توزعت على مساعدات تصب في دعم النازحين المتضررين من الحرب بالإضافة إلى دعم قطاعات التعليم والصحة والإغاثة. 
 
- أيضا خلال الفترة التي عصف فيها إعصار تشابالا بمدينة المكلا في نوفمبر 2015م الحق أضراراً كبيرة بالبنى التحتية قاطعًا الطريق الموصل إلى المدينة، وما أن هدأت رياح الإعصار حتى شرعت الشركة في إخراج جميع معداتها إلى مواقع الضرر المتفرقة معلنة مبادرتها في فتح الطرق وإزالة الأضرار التي ألحقها الإعصار مستشعرة مسؤوليتها تجاه مجتمعها. 
 
- وفي أعوام 2016 و 2017م سمي بعامي (الصحة) وقامت بدعم المراكز التخصصية المسؤولة في تقديم الخدمة للعلاج والرعاية الصحية لبعض الأمراض، مثل: "الفشل الكلوي والسرطان ومرض القلب" وقامت بدعم المؤسسات الإنسانية الأهلية بمبلغ (120,000,000) مليون ريال (مائة وعشرون مليون ريال) وهو يعتبر دعمًا خاصًا للعلاجات الكيميائية والتكميلية، وهي علاجات ذات تكلفة باهظة، ناهيك عن أن أغلب المرضى من البسطاء وذوي دخل محدود.
 
- كما قدمت إلى مركز جامعة حضرموت لطب الأسرة سيارة إسعاف متكاملة كهدية منها، إيمانا بالدور الخدمي التي تؤمن به.
 
- وبالتعاون مع السلطة المحلية نفذت توسعة طريق عقبة (عبدالله غريب) الذي يربط الساحل بالوادي.
 
- وضمن خدماتها وزعت أثاثًا مكتبيًا لعدة مدارس محيطة بموقع المصنع، وهي إسهامات وجهود مستمرة تصب في دعم عجلة العلم والمعرفة تحت شعار (معاً لخدمة مجتمعنا) لا سيما وأن المساهمة المجتمعية تعد أحد أهم قيمها وذلك بتقديم مساهمات وخصوصا في قطاع التعليم. 
 
 
وبهذا تصل قيمة المساهمات المجتمعية التي قدمتها في العام 2016م إلى نحو (230,500,000) ريال (مائتان وثلاثون مليونًا وخمسمائة ألف ريال) 
وفي محافظتي شبوة والمهرة دعمت القطاع الصحي بـ (68,000,000 مليونا و500,000) ألف دولار، بالإضافة إلى دعمها لقطاع المشاريع الصحية في حضرموت وشبوة كذلك بمبلغ (,350,000,000) ريال يمني، وتوزع الدعم على 3 جهات، وهي: مؤسسة شبوة للتنمية، ومركز نبض الحياة، ومؤسسة أمراض القلب الخيرية، والمركز الوطني للمختبرات الصحية المركزية. وعبر ذلك وصلت حجم المساعدات المجتمعية للعام 2017م بإجمالي عام يقدر بنحو (321,000,000) ريال (ثلاثمائة وواحد وعشرون مليون ريال). 
 
 
كما قدمت في العام الماضي 2019م منحًا مالية في عدة مجالات بمبلغ (45,000,000) مليون ريال، شمل مراكز صحية كجهات مستفيدة في مدينة حضرموت. 
وللإفادة دعم الشركة المقدم في عام 2019م تجاوز (500,000,000) ريال يمني (خمسمائة مليون ريال) والذي تم تخصيصها لمشاريع صحية، علاوة على ذلك واصل دعمها المقدم كمنح مالية في مختلف المجالات بمبلغ (55,000,000) ريال (خمسة وخمسون مليون ريال)، شمل دعم المشاريع الإنسانية والتنموية المرتبطة بحياة المواطن، ومن خلال تلك المساعدات الإنسانية التي تحرص لتقديمها لمجتمعها فإن التكلفة الإجمالية بلغت بنحو (522,500,000) ريال يمني. 
 
مدراء المؤسسات والمراكز المستفيدة من الدعم المقدم عبّروا عن بالغ شكرهم وتقديرهم وسعادتهم لرئيس مجلس الإدارة صاحب اليد البيضاء الشيخ رجل الأعمال/ عبدالله أحمد بقشان، ومدير عام الشركة المهندس/ وهيب عبدالواحد العزب وأعضاء مجلس الإدارة وموظفي الشركة، على دعمهم الإنساني والسخي المتواصل، مؤكدين أن هذا العمل الإنساني يسهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة المواطن وتنمية الوطن. 
 
وانطلاقا من الدور الكبير الذي تقوم به وإيمانا برؤيتها التنموية والخدمية والخيرية، في العام 2018م، كرمت وزارة الصحة العامة والسكان عبر وزيرها د/ ناصر باعوم بدرع الوزارة، وذلك تقديرًا لكل الجهود الوطنية التي تبذلها الشركة العربية اليمنية للإسمنت المحدودة في العديد من القطاعات، وعبر هذه  اللفتة الكريمة وقّعت الشركة عقودًا بقيمة (110,000,000) ريال يمني، وشملت شراء الأجهزة الطبية للمستشفى التخصصي والذي يأتي تجسيدا وترجمة للشراكة بين الحكومة و القطاع الخاص، وهي منجزات يشاد بها في تلمس هموم الناس البسطاء ممن يعانون من الأمراض المزمنة ولا تتوفر لديهم الإمكانيات المادية للعلاج.
 
وعبر هذا الاستعراض الهادف الذي قمتُ بجمعه لأغلب المشاريع والأنشطة التي نفذتها الشركة، ها هو محافظ محافظة حضرموت اللواء فرج البحسني يقوم بمنح (درع المحافظة) إلى الشركة تقديرًا لخدماتها وعطائها للمجتمع، وامتنانًا لإسهاماتها في المجال الاجتماعي ودعمها لمرضى السرطان لعام 2019م.  
 
ويبقى القول: إن للشركة العربية اليمنية للإسمنت المحدودة لديها طموح كبير بأن تصبح الرائدة في التنمية المجتمعية والإنسانية وتعزيز قيم العطاء والتكافل، وسعيا لتحقيق أهدافها النبيلة ستعمل مجددا في التخفيف من أعباء الحياة على الفرد والمُضي قدما نحو مسيرة البناء والتنمية ودعم الإنسان. حيث وما زالت ترنو إلى تقديم مزيد من الدعم المجتمعي في شتى مجالات الحياة، فرقيّ مجتمعها وتطويره صار جزءًا من مسؤوليتها وهدفًا تسعى إلى تحقيقه يحذوها الشعار الذي وضعته لنفسها (معًا لخدمة مجتمعنا). 
وفّق الله الشركات والمؤسسات المحلية في القطاع الخاص إلى كل خير وسعادة ونجاح وتقدم وازدهار.
 
وبمناسبة حلول العام الجديد 2020م والذي من الممكن أن نطلق عليه (عام العطاء الإنساني) أقول لكم: كل عام وأنتم في صحة وعافية، فهي نعمتان من أعظم النعم التي يهبها الله تعالى لعباده الأصحاء الشاكرين الحامدين.. وإلى مقال قادم بإذن الله نستطلع فيه باكورة المشاريع والخدمات المتميزة والتي تخدم بشكل خاص وبدرجة كبيرة الوطن والمواطن وتدعيم قطاعات التنمية والنهضة الاقتصادية. 
 
*"ناشر ورئيس تحرير صحيفة التنمية بلا حدود وموقع التنمية برس الإخباري -عدن"
 

مقالات الكاتب