نريد دولة اقلها بفكر سلسلة بقالات الفقراء هنا!!

قد تستغربون ان نظام بقالة هنا في المانيا يعمل افضل من الدولة اليمنية كلها، وتستطيع تحمل ضعف عدد السكان في الجمهورية اليمنية.  وكون استخدمت كلمة بقالة هنا، فسوف اوضح لكم كيف تعمل وتتطور البقالات بشكل راسمالي مرعب؟ فهنا يوجد في المانيا مثلا سلسلة بقالات اسمها "ليدل"، هذه توسعت مع بقالات جديدة اسمها "كوف لند" تحت اسم شركة شفارتس جروب لتكون في المقدمة مخططين ايرادات فلكية في عالم البقالات يتعدي حاجز 132 مليار دولار في 2020  بعد ان وصلوا بايراداتهم في 2018  الى مايقارب120 مليار دولار. اي فقط في سنتين قفزت الايرادات 12 مليار دولار زيادة عن قبل، وهذا المبلغ اكبر من ايرادات سلطة صنعاء ل 11 سنة، واكثر من ايرادات الشرعية ل 9 سنوات، واكثر من الاحتياج اليمني لجهود الاغاثة ل 4 سنوات تقريبا لتوضيح الفكرة. 
 
وبرغم انهن بقالات فقد وجدوا انه من الغباء يكون الزبائن معهم، ويتركون البضائع في الرفوف لمصانع، وشركات مختلفة لا تتبعهم، او لا يتحكموا باسعار منتجاتها. وفعلا بدأت عمليات احلال لبضائع من مصانع تتبعهم هم، ومع مرور الوقت سوف تختفي بضائع الاخرين من الرفوف في النهاية او سوف يتم التحكم بالمنتجين واسعار بضاعتهم، وتكون سلسلة البقالات معها ليست مصانع فقط، وانما مزارع و شركات لوجيستكية الى ان يصلوا هم بانفسهم الى الزبائين. 
 
والغريب هو ان البقالات كانت اخر من يفكر بها المستثمر الكبير، الذي فكر فقط بالمصنع، فاذا بها اي البقالات اليوم تتحكم وتغلق مصانع وتحكم السوق بالرفوف، التي معها فتمنع تواجد البضائع، التي لا يخضع اصحاب المصانع لاسعارها، وتترك من تريد. وفي النهاية تعرف البقالات انها في صراع سوف تكسب، وتستحوذ على كل الخط الانتاجي من المزرعة الى تربية الحيوانات والمسالخ الى المصانع، وشركات الشحن والتوزيع. هذا عمل البقالات. والان قارنوا بينها وبين الحكومات والنتائج مع العلم الحكومات مثلا عندها القانون والمال والدولة والوقف والضرائب وعليها فقط تنجح فيما تخطط ولم تنجح.  
 
نحن في اليمن سنوات من حياتنا تمر دون فائدة ولو نظرنا لحالنا فهو محزن لايرتقي لحجم سلسلة بقالة،  واعطيكم مثال ان ماتحتكم عليه سلطة صنعاء في السنة لايتجاوز 950 مليون دولار من قطاعات الضرائب، والجمارك، والاتصالات، وغيرها، و الشرعية لاتحتكم على مليار و300 مليون دولار، وكل ذلك لايكفي لتغطية مرتبات مليون و 250  الف موظف، زاد فوقهم مايقارب 400 الف شخص. 
 
والان قد نسأل انفسنا وننظر للفواتير التي امامنا، كيف سوف نحمل جهاز اداري، وندفع مرتبات مايقارب 2 مليون شخص، وكيف سوف نحمل اسر 230 الف شخص قتلوا في هذه الحرب، وكيف سوف نعالج مايقارب من30 الف مصاب، وكيف سوف نصلح كوارث الحرب، وكلمة كيف لايفكر بها الى الان احد؟ لذا بدل معالجة الفواتير، الحرب قد تكن للكثير من دعاتها اخرج،  كون لايمتلكون اي طريق لمعالجة الفواتير او اي مشروع بناء وتنمية وحلول.
 
 وكون الكل ينظر لمكان مظلم واصابهم الارهاق والاحباط من الوضع اليمني، يوجد هناك فرق يمنية من رواد تنمية، واقتصاد، ورجال مال، وبرفيسورات في المجالات المختلفة، ورجال ونساء سياسة واعلام وحقوق، والوية جيش وامن وايضا قيادات مختلفة وغيرهم في "تيار التوافق الوطني" ينظرون لهذه المشاكل ويصنعون مشروع شامل ومرحلي وحلول من شهور، ان اردنا دولة يمنية نكبر بها وتكبر بنا، وسلام شامل، وعادل ومستدام. لم تنجح اي قيادات يمنية  لليوم الا في المتاجرة بمعاناة الناس كون لم يوجد لديهم رؤية ولا مشروع شامل مرحلي يحمل المجتمع لتفجير طاقته ولتحقيقه.

مقالات الكاتب