خارج التوازنات

عدن وأبناءها خارج التوازنات والحسابات السياسية والاستحقاقات جيل بعدجيل فكل الأطراف المتصارعة التي جاءت إلى مدينة عدن بحجة الثورة والنضال وتحت مسميات أخرى جاءت بنية السيطرة والاستحواذعلى السلطة والثروة إلا القليل منهم ممن كانو صادقين وكان نضالهم حقيقي وقدموا التضحيات والشهداء واجترحو البطولات أبان وجود الاستعمار البريطاني في مستعمرة عدن آنذاك أبان الكفاح المسلح الذي قادوه أبناء عدن وبريطانيا تعلم من هم الأسر العدنية المناضلة والتي اذاقت الإستعمار البريطاني كؤوس الموت في حوافي وشوارع عدن وجبالها وهي مدونه عندهم في أرشيفهم  ووثائقهم وبمشاركة البعض من أبناء الجنوب وبعض المناطق الجنوبية وعند نيل الإستقلال عادوا إلى مواقعهم سوى كانت في عدن أو من خارجها عادوا مواطنين شرفاء وانخرطو في الحياة العامة والعمل شأنهم شأن كل إخوانهم من أبناء عدن والجنوب اليمني وشماله هذه حقائق تاريخية يكذب من يحاول أن يزورها أو يتجاوزها وهي مرحلة من مراحل الكفاح المسلح والذي شارك فيه كل أبناء عدن وبعض المناطق الجنوبية والشمالية.
 
 
 ومندو مابعد الإستقلال عام 1967م وعدن وأبناءها خارج الحسابات والتوازنات فقد كانت عدن بالنسبة لهؤلاء الذين جاؤوها ولهم حسابات وأهداف واطماع وتسللو وتسلقو على حساب الثوار الحقيقين والمناضلين الشرفاء كانت عدن بالنسبة لهم مغنم ورفاهية ونعيم مقيم في أوقات السلم وبعدأن وضعت الحرب أوزارها ونلنا الإستقلال.
 
 جاؤوا بالمناطقية والعنصرية والجهوية والاحقاد والضغائن والقلاقل والفتن والنعرات وكرسوها كمنهج لسياساتهم في إدارة الخلافات والصراعات المناطقية والحروب الأهلية في عدن والجنوب 
  وفي وقت الحروب الأهلية التي هم من يشعلون  فتيلها وعندما يحمي الوطيس بين الأخوة الأعداء يعملوا على تدمير كل شيئا فيها بكل حقد وكراهية وجحود ونكران لتلك المدينة التي فتحت دراعيها لهم بكل حب وعطاء.
 
ويغادروها هاربين بعد أن سفكوا فيها الدماء واحرقو الاخضر واليابس إلى قراهم أو إلى خارج البلاد وهم محملين بخيراتها وخيرات أبناءها أبناء هذا الشعب الصابر ليضعوها في رصيدهم وحساباتهم الخارجية وهم يغادروها غير مأسوف عليهم وإلى مازبل التاريخ ولايبقى فيها إلا أبناءها الذين ينتمون إليها هم من يذودون عليها بارواحهم ودمائهم وهم من لم يغادروها لأنهم لا يملكو غيرها فهي بالنسبة لهم الأم والأب والاخ والأبناء والزوجة والحبيبه وكل الأهل والاقارب وكل الأماني والأحلام أحلام الصباء والشباب وكل الذكريات العزيزة من المدرسة والملاعب إلى الشيخوخة فهي بالنسبة لهم الحياة وهي مسقط رأسهم و الأباء والأجداد وهي البداية والنهاية ومع كل تلك الخصائص والمميزات والتفرد لأبناء عدن من الشجاعة والأقدام والتضحيات والوطنية والإخلاص والعلم والمهارة والفن والذوق والثقافة والأدب والتاريخ والنظافة نظافة القلب ونظافة اليد وفي كل شيئا إلا إنهم في عقليات ونفسيات المتصارعين الوافدين إليها بحقدهم ومناطقيتهم وهمجيتهم هم خارج الحسابات والتوازنات لأننا في نظرتهم المريضة والحاقدة أننا صومال وهنود ويهود وفرس واحباش وعرب من الداخل اليمني جنوبا وشمال أو الخارج العربي ومن كل الأجناس التي تعايشت وكونت لوحة جميلة ورائعة من الفسيفساء المزخرفة مندو مئات السنين وشكلت المجتمع والأسر العدنية بكل ديانتهم ومعتقداتهم واجناسهم واعراقهم والتي ذابت في بوتقة واحدة أسمها مدينة عدن،مدينة الحب والسلام وبكل ضواحيها والتي كونت الشخصية العدنية الحضارية المدنية القيمية التي لاتنفك من معتقادتها الدينية والإسلامية(الحنيفه) الوسطية والمعتدلة دين رسولنا ونبينا وسيدنا وقائدنا وملهمنا ومعلمنا محمد رسول الله صلى الله عليه سلم.
 لسنا مناطقين ونحب ونحترم كل الناس ولكننا أجبرنا مضطرين بعد ظلم وجور وقهر عانيناه قلنا جزء من الحقيقة التي لا زلنا نعيش الكثير من فصولها حتى اللحظة وقال تعالى:-
 ها أَنتُم أُولاءِ تُحِبّونَهُم وَلا يُحِبّونَكُم وَتُؤمِنونَ بِالكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقوكُم قالوا آمَنّا وَإِذا خَلَوا عَضّوا عَلَيكُمُ الأَنامِلَ مِنَ الغَيظِ قُل موتوا بِغَيظِكُم إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ
وقال تعالى:-
 لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَميعًا عَليمًا.
 
#المريسي.

مقالات الكاتب