الجهل آفة مدمرة

نستهل مقالنا هذا بقوله سبحانه تعالى:-
 وَإِذا سَمِعُوا اللَّغوَ أَعرَضوا عَنهُ وَقالوا لَنا أَعمالُنا وَلَكُم أَعمالُكُم سَلامٌ عَلَيكُم لا نَبتَغِي الجاهِلينَ.
 وقوله سبحانه تعالى:-
 وَإِذ قالَ موسى لِقَومِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحوا بَقَرَةً قالوا أَتَتَّخِذُنا هُزُوًا قالَ أَعوذُ بِاللَّهِ أَن أَكونَ مِنَ الجاهِلينَ.
الجهل هو آفة الآفات والسبب الرئيسي لكل المشكلات والظلم والقهر في حياة البشرية والانسانية جمعا وقدخاطب الله سبحانه تعالى أنبياءه في أكثر من موضع وأيه في كتابه الكريم حيث قال جل وعلا مخاطبة رسوله الكريم محمد صلى الله وسلم والذي لاينطق عن الهواء وإنما هو وحيا يوحى.
 خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ.
 
وقال.سبحانه تعالى:-
 وَإِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ إِعراضُهُم فَإِنِ استَطَعتَ أَن تَبتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرضِ أَو سُلَّمًا فِي السَّماءِ فَتَأتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَو شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُم عَلَى الهُدى فَلا تَكونَنَّ مِنَ الجاهِلينَ.
فسوء الإختيار النابع عن المناطقية والجهوية أو المحسوبية والموالاة والتمييز في إدارة مؤسسات ومرافق الدولة بعقول خاوية فارغة متخلفة ونفسيات وقلوب قاسية محشوة مريضة بالعنصرية المقيتة وغير مهنية وغير كفؤه وأن كان البعض منهم يحمل أوحاصل على شهادة إلا أن الواقع العملي والميداني يقول ويؤكد بأن تلك الشهادات مضروبة اي بمعنى مزورة أو تم الحصول عليها بالغش أوشرائها بالرشوة.
 
والسبب الفشل في إدارة المؤسسات والمرافق والمواقع الحكومية التي تم تكليفهم أو تعيينهم فيها فالجهل هو آفة الآفات وخاصة عندما تكون تلك التعيينات والتكليفات بغطاء سياسي ومخالفة لمعايير الوظيفة العامة وفقا للقوانين واللوائح المنظمة لذلك وهذا لايعني النكران بأن هناك من يحمل شهادات وهو جذير بها ولكنه ليس من المقربين أو من الحاشية أو ممن الراضين عنهم بل من المغضوب عليهم(بالمزاج) والواقع يقول أننا نسير في الإتجاه الخاطئ باحثين كجهات نافذة ومراكز قوى وأطر سياسية عليا عن كل فاسد وجاهل لتدمير وتخريب كل ما يمكن تدميره وتخريبه في ظل تجاذبات وصراع سياسي ومناطقي وجهوي وتركنا كلام الله وسنة رسوله وراء ظهورينا والقوانين والانظمة والتشريعات التي تتوافق مع كتاب الله وسنة رسوله وجئنا بالبرامج السياسية والانظمة والاحزاب والجهوية والكيانات التي تتعارض مع كتاب الله وسنةرسوله واعتبرناها منهاج حياه ينظم حياتنا ومصالحنا وبها جعلنا الحرام حلال والحلال حرام وابحنا الظلم وجعلنا الجهل هو سيد الموقف وهو المتحكم بكل مقاليد حياتنا والذي به نحقق مصالحنا الخاصة والشخصية تحت عبارات وشعارات ومبررات وحجج واهية ومغالطات وتركنا أصحاب الخبرة والكفاءات والشرفاء وأصحاب النزاهة مقصيين مهمشين في البيوت لأنهم لايتوافقون مع مصالحنا واهوائنا وسياساتنا فالمتحصن بالأخلاق والمثل والقيم والدين لاحاجة لنا به فلا نريد من يرفض أو يعارض أو يناقش أو يختلف معنا بل نريد عبد مطيع ينفذ كل ما نأمره به والجاهل هو مرادنا وهو غايتنا الذي نحقق به أهدافنا ونريد ونطلب نصرا من الله ونحن على خلاف ومعصية وإصرار على المضي قدم نحو الانتكاسة والهزيمة ولن ننتصر إلا بالعودة للحق والعدل الذي أمر الله بها عبادة المؤمنين.
 
 
#المريسي.

مقالات الكاتب