كرة الثلج

شوارعنا وأسواقنا وقبلها مساجدنا وجوامعنا امتلأت بالسائلين نساء ورجال كبار وصغار من جور الفقراء والحاجة والعوز.

 وحتى نكون واضحين
ونضع النقاط على الحروف
ونسمي الأشياء بمسمياتها أنهم ليس من النازحين ولا هم من اللاجئين بل أنهم من أبناء وسكان محافظة
عدن ومن أعز وأشرف
 الأسر.

 أقول هذا بكل صدق وأمانة وللتاريخ لأني ابن هذه المدينة وأعرف الناس والأسر التي تعاني ووصل بها الحال إلى السؤال والتكفف.

 وهم من موظفين الدولة عسكريين ومدنين متقاعدين ومباشرين والذين رواتبهم ضئيلة والبعض مقطوعة والبعض موقفه والبعض الآخر لم يستلم راتبه لأشهر عدة في ضل غلاء فاحش ينهش بأنيابه تلك الأسر التي لاتمتلك دخل آخر غير معاشها الشهري الضئيل الذي لم يعد يفي بأبسط بمتطلباتهم في ضل مضاربه وانهيار للعملة المحلية أمام العملات الاجنبية.


ظاهرة لم تعرفها مدينة عدن الباسمة المزدهرة منذ وجود الإستعمار والإحتلال البريطاني لمدينة عدن وحتى غزو صيف عام94م ومابعدها واليوم تعيش مدينه عدن اسوء مرحلة من مراحل
 الانهيار والفوضى التي مرت بها في تاريخها القديم والمعاصر وخاصة بعد حرب وغزو عام 2015م.

رسالة أوجهها لكل مسؤول وكل الظالمين والذين لهم يد في كل المأساة التي تعيشها مدينة عدن وأبناءها ونحملهم كل  المسؤوليته الدينية والأخلاقية والانسانية ونحملهم ما وصلت إليه الناس من حالة الغبن والقهر التي لها مابعدها إذا لم يتدارك الأمر فإنها تتدحرج وتكبر مثل كرة الثلج أو كالنار التي تحت الرماد التي إذا حركتها الرياح والعواصف والهبوب التهمت بنيرانها كل من يقف أمامها.

#المريسي.

مقالات الكاتب