تنميـة المهـارات الفنيـة للكـوادر النفطيـة


      إن تنمية المهارات والمفاهيم الفنية للكوادر النفطية فيما يخص صناعة النفط والغاز ، يحتل مكانة بارزة في إعداد الخطط والبرامج والتقارير الفنية والإدارية المتعلقة بطبيعة سير العمليات الإنتاجية في مختلف القطاعات والمساهمة في النهوض بشركات ومؤسسات النفط والغاز ، وذلك لأن الكوادر تعتبر أحد الأعمدة الرئيسية في تثقيف وتطوير مهارات العمال وإكسابهم قدراً كبيراً من المعلومات والمفاهيم .

      إن الاهتمام بالكوادر المؤهلة ذات الخبرة الفنية في المنشآت النفطية ، يجب أن يحتل مكانة بارزة وملموسة ، لما يمثله هذا الجانب في سير العمليات الإنتاجية ، وإن إطلاعهم على مستجدات صناعة النفط والمفاهيم الفنية بصورة مستمرة ، ستمكنهم من تقديم الوسائل العملية والخدمات الفنية بشكل صحيح ومناسب .

      كما ، أن اكتساب الكوادر للخبرات الفنية والمعارف العلمية في مجال عملهم والإلمام بقوانين ولوائح العمل في الشركات والمؤسسات الوطنية سيمكنهم أيضاً من بذل المزيد من النشاطات ، في سبيل إنجاز المهمات وتحقيق أهداف عمل الإدارات والأقسام . فالعمل السليم والصائب هو ذلك العمل الذي يقوم على أساس البرامح واللوائح المنظمة للعمل .

      إن توضيح أهمية البرمجة والتخطيط لجميع الكوادر وحثها على العمل وفق تلك البرامج ، إنما يمكن الكوادر ذاتها من ضبط أعمالها ورسم الأهداف المتعلقة بالعمل بصورة جيدة وصحيحة ، على طريق إحداث معدلات أرقى من العمل والإنتاج. ولا ننسى أن المتابعة المستمرة من أجل إرساء فهم واضح لدى الكوادر بضرورة التقيد والسير وفقاً للبرامج واللوائح في الشركات والمؤسسات الوطنية ، إنما يعتبر أمراً أساسياً وعلى جانب كبير من الأهمية ، لأن ذلك سوف يمكن الكوادر من ممارسة نشاطاتهم بشكل صحيح وفي نظام العمل والإنتاج.

       علينا أن نعلم أيضاً ، أن عدم وجود الكوادر المدربة والمؤهلة يعني في نهاية المطاف أننا لن نتمكن من السير بشكل ثابت إلى الأمام حتى لو توفرت لنا المعدات والآليات المناسبة للعمل، لأن مسألة اختيار الكوادر خاصة في قطاع النفط يحتل أهمية كبيرة في النهوض بالاقتصاد الوطني ، باعتباره القطاع الداعم والرئيسي لاقتصاد اليمن، لذلك يجب اختيار هذه الكوادر وفق دراسة عميقة واستشارة ذوي الاختصاص قبل إصدار القرارات بتعيين هذه الكوادر أو تلك .

      إن الدراسة الواسعة والعميقة بشأن اختيار الكوادر المؤهلة من أجل العمل في هذه الوظيفة أو تلك يعتبر على جانب كبير من الأهمية، لأن ذلك يتعلق تماماً باختيار العنصر المناسب ووضعه في المكان المناسب لكي تكون نتائج الاختيار صحيحة ، ولأن مسألة الاختيارات الدقيقة للكوادر الوطنية تعني بالدرجة الأساسية إمكاناتها في الحفاظ على أصول ومعدات هذه المنشآت الوطنية .

      وبعد عملية الاختيار الصحيح للكادر المؤهل، تصبح مسألة تثقيفها وتدريبها المستمر على جانب كبير من الأهمية ، لأن الكادر الذي يتم تدريبه بصورة مستمرة سيتقدم في الحقل أو الميدان ، بخطوات ملموسة إلى الأمام بصورة مستمرة ، مما يعني أننا بذلك نعمل على تهيئة وتنمية الكوادر للاستجابة باستمرار للمهمات الجديدة .

     وبما ، أن الكوادر في القطاع النفطي تعيش في بيئة متغيرة وذات تحديات كبيرة، فإن ذلك يتطلب مواكبة مستجدات التحول الرقمي والتكنولوجيا ذات العلاقة ، لتطوير وتثقيف هذه الكوادر خلال المرحلة القادمة ، من خلال الاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة التي تشهدها المؤسسات النفطية في الأقطار العربية ، لأن ذلك يوفر حلول تكنولوجية لكفاءة التشغيل والتحكم الآلي في الشركات والمؤسسات النفطية . 

   

مقالات الكاتب