تعيين مجلس إدارة جديد للبنك المركزي استقبل بارتياح

أستقبل سوق الصرف الاجنبي قرار تعيين قيادة جديدة للبنك المركزي بشيء من التفاؤل والاستحسان والارتياح  حيث انه بمجرد ان اذيع قرار الاخ  رئيس الجمهورية الذي اورد اسماء اعضاء مجلس الادارة الجديدة ومحافظ للبنك المركزي ونائب المحافظ  ارتفعت قيمة العملة الوطنية نسبيا مقابل الدولار الامريكي واستتبع ذلك الريال السعودي. حيث بلغ قيمة الدولار 1250 ريال لكل دولار تقريبا  نزولا من مستوى 1700 ريال لكل دولار .
هذا التحسن في سعر الصرف يعكس مدى شعور السوق بقدر من  اليقين والتفاؤل .

لكن معظم محلات الصرافة لازالت مغلقة وبعض الوحدات تشتري الدولار  من المواطنين  بهذا السعر ولكنهم يمتنعون عن البيع. والبعض يبيع الدولار بفارق كبير  بسعر 1520 ريال اي بربح  270 ريال  لكل دولار  .وهذا  يعني ان التحسن النسبي   الذي طرا في سعر الصرف  هو تحسن غير حقيقي ومشوه .ومع ذلك سننتظر ونرى متغيرات سعر الصرف في الايام القادمة بعد ان تبدأ قيادة البنك المركزي الجديدة تسيير دفة الامور  .وبدون ريب فقد كان اختيار القيادة الجديدة للبنك المركزي موفقا وممتازا فجميع المعينين يحوزون على ثقة الناس ويتمتعون  بمستوى  مهني واداري راق .
لكن اعضاء مجلس الادارة الجديدة  للبنك المركزي مهما بلغت مكانتهم العلمية والمهنية ومستوى نزاهتهم و خبراتهم القيادية ليس كل شيء ولكنه يمثل خطوة محورية بالطريق الصحيح قد تسهم في توفير بيئة نقدية سليمة لتفاعل كافة الفاعلين في العملية الاقتصادية والنقدية.  ولكنهم  من موقع مؤسسة البنك المركزي والدور الذي يتولى القيام به  ليس بامكانهم  اصلاح الوضع النقدي  واحداث الاستقرار النسبي المرغوب في سعر الصرف تلقائيا . اذ للصورة النقدية شق اقتصادي  ترتبط بالاقتصاد الحقيقي للبلاد .لذلك  اذا لم  يترافق ذلك مع دورقوي وارادة حقيقية تنهض به الدولة و الحكومة .و يعمل على ازالة التشوهات الادارية والمالية والاقتصادية .  وتحسين كفاءة توريد  الموارد العامة الضريبية والجمركية والزكوية  بالتوازي  مع تحسين  كفاءتة  تخصيص الموارد واستخداماتها. 

فلا يمكن ان نتوقع نجاحا باهرا .وهذا يتطلب ان تشرع الحكومة فورا باعداد موازنة عامة للدولة فلا معنى لسياسة مالية  رديفة للسياسة  النقدية بدون اعداد موازنة عامة سنوية للدولة . تتوفر فيها مستوى من الشفافية وتبين حجم الموارد  والالتزامات وببنودة المختلفة بما في ذلك الفائض والعجز .

 لايمكن توقع نجاح اي سياسات اقتصادية . على ان يترافق ذلك مع أجراء  اصلاحات اقتصادية ومالية وادارية. واذا لم يترافق ايضا ذلك  مع تقديم حزمة دعم  اقتصادي حقيقي من قبل الاشقاء في التحالف وقبل كل شيء من الشقيقة المملكة بدءا  من دعم الاحتياطي النقدي الخارجي للبنك المركزي.

 

صورة ذهنية مغلوطة؟!

هناك صورة ذهنية انطبعت في اذهان القائمين على اعمال الدولة والحكومة وعلى مختلف المستويات راسيا وافقيا  مفادها "اننا هنافقط  نمشي..  بمعنى  نسير العمل مؤقتا الى ان   تنتهي الحرب ويحل السلام وهذه هي مسؤوليتنا  " هذه الفكرة  المنطبعة في اذهان المسؤولين جعلتهم لايحوزون على الانجاز و يسيرون  اعمالهم باليومية ان صح التعبير . مماجعلهم بعيدا عن القيام  باي  اعمال ترتبط بالمستقبل . وهذه مشكلة نفسية وذهنية معقدة ترسخت في اذهان معظم  المسؤولين بدون استثناء تقريبا ،"من منطق انا هنا فقط مؤقتا ". مماجعلهم بعيدين عن استشراف المستقبل والعمل على حل المشكلات  برؤية مستقبلية  عند ادا اعمالهم  او  استكمال هياكل اداراتهم . هذه الصورة  الذهنية غير الطامحة بالانجاز  ولدت التواكل و هي المسؤولة  عن عدم  المحاسبة وتحديد الوظائف واختيار الاكفء لادارتها. وهي المسؤولة٤ ايضا  عن توليد الفساد واهدار المال العام" لاننا كلنا رايحين" .. وعدم الارتباط بالمستقبل  لذلك هذه الفكرة وهذه الذهنية النمطية  يجب ان تتغير في اذهان المسؤولين  بقطع النظر اننا نعيش في ظروف غير مستقرة ومؤقتة هذا  ان اردنا فعلا بناء المستقبل المشرق لشعبنا وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤرق الناس وتنغص  حياتهم .

د.يوسف سعيد احمد

مقالات الكاتب