أذربيجان: شيكولاته للبشر أجمعين!

عشية الأعياد الميلادية ورأس السنة الجديدة، ظهر أمامي فجأة ولفت انتباهي بشدة خبر غير تقليدي بثَّتهُ وكالة أنباء “أذرتاج” الرسمية الأذربيجانية، يتحدث عن أن “أذربيجان أكبر مُصَدِّر للشوكولاته في منطقة الأورال الروسيَّة”. ويُضيف الخبر كذلك، نقلاً عن إدارة الجمارك في الأورال، أن أذربيجان صدَّرت نحو 170 طن من الشوكولاته إلى هذه المنطقة خلال العام الماضي 2021م.


في جانب متصل، مَعلوم أن العاصمة باكو تشتهر بمعارض الشيكولاته الدولية والمحلية، وهي تدر عليها دخلاً مالياً كبيراً، وفي معرض واحد من هذه المَعَارِض التي تُقام برعاية وزارة السياحة والثقافة الأذربيجانية، وصاحبه المُصَّمم الروسي نيكولاي بوبوف، ضمَّ أكثر من 250 مجسماً ولوحة مصنوعة من الشوكولاته باستخدام 700 كغ من الشوكولاته، كذلك تم افتتاح “المعرض السَيَّار” في باكو بعد جولته السابقة في أكثر من أربعين بلداً في العَالم، وهذا لعمري جزء هام من نشاط ترويج الوقائع والصادرات الأذربيجانية للشعوب مرفقاً بعرض سماحة نظام الدولة السياسي.


تضم معارض الشيكولاته الأذربيجانية مُجسمات كثيرة جميلة وجاذبة، منها ما هو لبرج إيفل الفرنسي، والأهرامات المِصرية، وآلات موسيقية، وأسلحة، وعَلم الدولة الأذربيجانية، وعربات وأبراج اللهب، ومقر الحكومة، ودار الأوبرا، ومسرح الباليه، إلى جانب لوحات مرسومة بالشوكولاته، يمكن تناول بعضها بعد انتهاء مدة العرض.


لكن، في لوحة شيكولاته هي الأكثر جذباً للأنظار بخاصة للمسيحيين والمسلمين، كان مُجَسَّم “قلعة العذراء”، الذي هو واحد من الرموز التاريخية للعاصمة باكو، فهو أثقل مُجَسَّم من حيث أنه تم استخدام 70 كغ من الشكولاته لإنجازه. هذا المُجسَّم يؤشِّر بكل المعاني العظيمة على أن جمهورية أذربيجان الشقيقة المسلمة تتمتع بكل المعاني الشريفة للسماحة والأخوَّة والتضامن الإسلامي – المسيحي، وبأنها أيضاً تحترم التنوّع الديني والقومي واللغوي والفكري، وبعيدة كل البُعد عن كل أشكال التطرف، وتواصل أعمالها لمؤازرة قِيم التفاهم بين كل البشر، وتحترم توجهاتهم الدينية الإيمانية، وبذلك تُعتبر أذربيجان بحق، ونحن فخورون بذلك، واحةً للحريات الفكرية والدينية، وللمساواة بين المواطنين في كل ميدان، ما جعل منها دولة المؤتمرات والاجتماعات القارية والدولية للحوار الإنساني التي يُديرها ويُساندها الرئيس إلهام علييف، بخاصة الحوار بين أصحاب الأديان والثقافات والعقائد المختلفة، في أجواء السلام والأمان التي تنعهم بها باكو حالياً بعد تحرير أراضيها التي كانت تحت الاحتلال خلال الفترة المؤلمة الطويلة الماضية. فإلى عذراء باكو تحياتنا ومحبتنا، واشتياقنا كذلك لشيكولاتة أذربيجان.