دعوة في ظهر الغيب

كم لها من قيمة عظيمة تلك الدعوة التي يدعو لك بها في ظهر الغيب رجل راكع أو ساجد في المسجد الذي تقدم له المساعدة والدعم والعون ليس رياء ولا نفاق بل صدقة جاريه حقيقية صادقة نابعة من قلب رجل قلبه معلق بالمساجد قلب مملوء بالإيمان من رجل مؤمن إيمان راسخ بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله لا يريد منها إلا الأجر والثواب من الله سبحانه تعالى وهي تدخل في إطار الإعمارلمساجد الله والإنفاق في سبيله. 
وقال  سبحانه تعالى:-  
﴿إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَن يَكونوا مِنَ المُهتَدينَ﴾
[التوبة: ١٨] وقوله سبحانه تعالى:-
﴿وَأَنفِقوا مِن ما رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقولَ رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصّالِحينَ﴾
[المنافقون: ١٠]
﴿وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفسًا إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾
[المنافقون: ١١] 
والله إننا نعاني في صلاتنا الكثير نظرا لعدم قدرتنا على شراء وتوفير مادة الديزل للمسجد لسببين الأول عدم توفيرها والسبب الثاني عدم القدرة على شرائها لأن أغلب الساكنين في هذا الحي الشعبي مواطنين بسطاء وفقراء وعلى قدر حالهم وأحسن واحد فيهم راتبة مئة الف ريال تقريبا والبعض الأخر على باب الله يعمل باليومية  وفي ضل ضعف وهبوط القدرة الشرائية للعملة المحلية  صار الراتب أقل من نصف قيمته ولم يعد يستطيع ذلك المواطن والموظف أن يقدم دعمه من راتبه الضئيل أصلا إلا في أضيق الحدود والذي لا يفي ولا يغطي متطلبات المواطن نفسه ناهيك عن عدم انتظام صرف الرواتب في وقتها المحدد مما ضاعف معاناة المصلين الذين يصلون ويأدون أغلب الصلوات الخمسة المفروضة في أوقات إنقطاع التيار وذلك نظرا لسوء الجدولة من قبل إدارة التحكم في تنظيم فترات الانقطاع والتي تأتي في أوقات الصلاة وحتى أهل الخير والميسورين من الذين ظروفهم أفضل لم يتمكنوا من تقديم المساعدةطبعا وجميعنا يعلم ويدرك حجم المعاناة التي يعيشها المواطن البسيط والتاجر والميسور الحال بسبب الحرب الدائرة في البلاد والوضع السياسي والإقتصادي المتردي والغلاء الفاحش الذي ينهش في جسد المواطن وينخر في عظامه وعدم استقرار العملة وعدم توفير مادة الديزل في محطات الوقود المهم عوامل ومؤثرات كثيرة يعانيها المواطن في محافظة عدن يطول شرحها ومانحن بصدده هو توصيل رسالة لكل مسؤول وميسور وفاعل خير ولكل صاحب يدا بيضاء أن يقدم ما يستطيع لهذا المسجد الذي يقع في حي شعبي ظروف الناس فيه على قدر حالهم وأغلب رواد المسجد الذي يصلون فيه هم من كبار السن والذين يتواجدون من قبل الصلاة بفترات بغرض قراءة القرأن والتدبر في كتاب الله وهم من يعانون بسبب إنقطاع التيار الكهربائي من الحر والبعوض الذي ينتشر نظر لعدم تشغيل المراوح داخل المسجد وعند سؤالي للشيخ عادل إمام المسجد لماذا لم يتم تشغيل المولد أجاب لايوجد معنا ديزل نستطيع من خلاله تشغيل المولد بسبب الفترات المتواصلة لإنقطاع التيار الكهربائي في جميع الصلوات ولا يوجد لدينا داعم من أهل الخير ونعلم بمعاناة الناس ونحن منهم وإليهم  ولكن ليس لدينا باليد حيله.
وقال تعالى:-
﴿وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾
[البقرة: ١١٠]
صدق الله العظيم.

#المريسي

مقالات الكاتب