2022 عام التفاؤل والتخطيط والأمل بالنجاح (2-2)

·      مرحبا بالجميع وكل عام وأنتم في صحة وسعادة ونجاح مستمر أعود اليكم من جديد عبر هذه التتمة الأخيرة لمقالي المتواضع والذي اعتبره هدية نافعة لكم في مسيرة حياتكم، لاشك ليس هناك ما هو أجمل من ساعات الوحدة والخلوة التي يعيد فيها المرء حساباته ويرتب أولوياته فتفيض من ذهنه الخواطر والأفكار ليكتبها نصًا جميلًا معبرًا عما يمر فيه من نضج ووعي، متمنين في بداية هذا العام على أن نكتب جميع الأمنيات والدعوات التي نحب أن ترافقنا وأن تتحقق في عام 2022، وسننظر في هذه الكلمات مع كل صباح، ونواصل الدعاء لله عز وجل أن يعيننا على تحقيقها ويفتح لنا بها باب الرحمة والسعادة.

·       أعزائي القراء الكرام نزداد مع مرور السنين حكمةً وعلمًا ونزداد كهولةً وشيبًا، لأن السّنين هي الأمر الوحيد الذي سيقيس الإنسان فهمه للحياة، لأنّ الحياة مدرسة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، فهي تعلّم الإنسان وتلقنه الدروس والعبر. إنّ العام الميلادي الجديد هي فرصة كلّ إنسان ليستعيد نفسه وفرصته ليتوقف قليلًا مع ذاته، يعيد تفكيره ويضبط أحاسيسه وينظّم عواطفه ويرتب كلّ أموره، ليبدأ في العام الجديد بدايةً منظّمة وجديدة.

·       إنّ قدوم السنين الجديدة وتعاقب الأعوام من المناسبات الجميلة التي تبعث الفرح في النفوس وتدخل البهجة في القلوب، لاسيما وأن فكرة الدخول بالعام الجديد بحدّ ذاتها تقوم على التجديد، التجديد في كلّ أمر في المشاعر والأحاسيس والدوافع وتجديد الأحلام وشحن الهمم، فبداية العام الجديد تأتي حاملةً معها كلّ ما هو جديد مما يبعث في النفس الفرح والسرور، فالشخص الذي يكون ناجحًا وهذا ما أثبتته السّنوات، هو الذي يرمي حزنه خلفه ويبدأ العام الجديد بسعادة وفرح عارمين.

·       مرّ عامٌ كامل، مع أحداث مؤلمة منها فيروس كورونا، والتدهور المعيشي وغلاء الأسعار وتحديات اقتصادية واجتماعية مؤسفة ناهيك عن تدني مستوى الخدمات التنموية للمجتمع، وغيرها من المشاهد والأحداث التي أصبحت حديث الناس في حلهم وترحالهم وغيرها أيضا من القضايا الأخرى ذات الصلة، عامٌ ودّعنا فيه أحبابًا لنا لن نراهم ثانية وقد كان عامًا ممزوجًا بين الحزن وبين الفرح، له طعمٌ لا يمكن وصفه، فهذا الخليط يعدّ خليطًا مبهرًا، خوف ألم فرح حزن، وفي النهاية أمل، أملٌ بالعام الجديد يارب اجعله أفضل من العام الماضي.

·       العام الجديد يعني الفرصة الجديدة التي لا تتكرر إلا مرّة كل عام، فإمّا أن يستغل الإنسان هذه الفرص لصالحه، فيشحن نفسه بالحبّ والأمل الكبير الذي يرافقه هذه الأوقات، وإمّا أن يخسر عامًا آخر بلا نفعٍ ولا فائدة، فالتغيير في الحياة هي سنّة وضرورة وتبدّل السنين علامة أنّ كلّ إنسان لديه فرصة ليغيّر واقعه وليكون فرحًا مسرورًا، متحوّلًا لأفضل حالٍ يمكنه الوصول إليه.

·       كل يوم يمر بنا هو يوم فارق بحياتنا، فهو إما يضيف لنا شيء أو أن يأخذ منا شيء، إما أن يرفعنا عند الله درجة وإما يحطنا درجة، إما يقربنا من أحلامنا وانجازاتنا خطوة وإما يبعدنا خطوة، لكنه وبالتأكيد وأياَ كانت ملامحه فهو يقربنا من نهايتنا ويخصم من أعمارنا وينتقص من مدة بقاءنا على تلك الأرض،  التفاؤل والأمل والتخطيط للنجاح عنوان عامنا الجديد، نكتب فيه قائمة أمنياتنا كل ما يحلو لنا ونعظم فيه الثقة بربنا، فان من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء لن يعجزه أمنياتنا.

·       ينبغي لنا أن نغتنم البدايات ولنخلق لأنفسنا في عوالم العام الجديد 2022 مساحات من الأمل والنجاح، لننافس فيه السعداء والمجتهدين والطموحين، ولنترك مساحات الحزن والتشاؤم لمن لا يملكون نظراَ ثاقباَ ولا بصيرة واعية، لمن يستهويهم الغرق في بحر الهموم والشكاوي التي لا تنتهي، أن توهب عاماَ جديداَ معناه أننا نوهب فرصة جديدة، بل ثلاثمائة وخمس وستون فرصة جديدة كل منها كفيلة أن تحدث في حياتك نقلة نوعية كبيرة جداَ، وتقربك من النجاح بصورة رائعة جداَ، فلابد لنا أن نتمسك بها ولا نسمح بإهدارها.

·       مع بداية العام الجديد 2022 نتعلم استراتيجيات جديدة مع أنفسنا ونكافئها كلما حققت النجاح، نعيد فيه ترتيب أولوياتنا ونبتعد فيه عن العشوائيات والتسويف والكسل ونعمل بقدر المستطاع وضع برنامج جديد نخطط فيه لممارسة هواياتنا وأنشطتنا المفضلة تعزيزا لطاقتنا وصحتنا مع تجديد الإيمان والقرب من الله عزوجل نفعا لنا في ديننا ودنيانا، فلنكن فيه من المتواضعين والرائعين والمحبين للخير والإنسانية ورمزا للتكافل والتراحم.

·          اللهم مع بداية السّنة الجديدة أستودعك عمري وما تبقى منه، اللهم أستودعك أحبّتي وأهلي وأصدقائي وناسي، اللهم اجعل لنا هذا العام أجمل ممّا نحلم ونتمنى، واكتب لنا فيه من كلّ خير، اللهم جمّل أحوالنا، وحقق لنا أحلامنا وأمانينا ، اللهم في بداية السنة الجميلة، يا جابر خواطر المنكسرين، اجبر قلوبنا وكسرها، اللهم اجعل لي ولأحبتي وأهلي بداية هذه السنة هي بداية كلّ خير، ونهاية كلّ شر، اللهم إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم، اللهم اغفر لنا وارحمنا وتولّنا، اللهم آمين.

·       طبتم وطابت أيامكم وأوقاتكم وامتلأت بالخير أعوامكم، واسأل الله لكم مداداَ لا ينتهي وتوفيقاَ لا ينقطع ورجاء لا يعقبه خذلان وتوبة نصوحاَ قبل فوات الأوان، ليكن شكر الله هو عادتنا لعامنا الجديد والوقوف بباب الدعاء وسليتنا، والبقاء في عهود الصدق والوفاء والإخلاص والمراقبة لله تعالى شرعتنا ومنهاجنا، ليكن عامنا الجديد 2022 عام الملامح الرائعة والمقاصد النبيلة والطيبة.

·       ختاماً نتمنى جميعاً أن يحقق الله لكم جميع أمنياتكم في العام الميلادي الجديد ونرجو من الله عزوجل أن يمنحنا عاما مختلفا عن الأعوام السابقة، ممتلئا بالأعمال النافعة والانجازات العظيمة، والآثار الجميلة التي تسرنا وتجبر خواطرنا.

·      ناشر ورئيس تحرير صحيفة التنمية اليوم وموقع التنمية برس*

مقالات الكاتب