ديوان معالي الوزير

مادام وكل مسؤول فاعل لنفسه ديوان وايوان خاص من أموال الشعب مثل فرعون وهامان هذا البلاء حل علينا من يوم ماجاءت مايسمى بدواوين ومجالس القات الفاخرة في مدينة عدن على غرار دواوين ومجالس القات في اليمن الشمالية التي يتم فيه التفاخر والإستعراض بالامكانيات والمظاهر الخداعة والكذابة في ذلك المجتمع القبلي الجاهل المتخلف والمادي والرأسمالية وصاحب النظرة الإستهلاكية إلا من رحم ربي وتتم فيه السمسرة والرشاوى والوساطات والمحسوبيات بدل ماكان يسمى بالمبارز العدنية البسيطة والمتواضعة والمنتديات الثقافية والإجتماعية في مدينةعدن والجنوب العربي وحتى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت تجمع رواد الفكر والعلم والأدب والثقافة والفن والمبدعين والشخصيات الإجتماعية ورواد العمل الوطني والشخصيات الإقتصادية والتجارية ورجال السياسة والمال والأعمال ورجال الدين ولم تكن هناك اي موانع أو حراسات أو حواجز أومظاهر مسلحة ولم تعقد فيها الصفقات أو السمسرة وتتحول إلى مكتب لممارسة الأعمال المكتبية الخاصة بالوزارة أومكتب المحافظة بل كان فيها لكل مجال مقال ورجال دولة بحق وحقيقة  كانوا يحترمون أنفسهم  ومراكزهم ومواقعهم ويعملون بما يرضي الله ويرضي ضمائرهم ولكن تلك الدواوين والتي جاءتنا وخاصة من بعد الوحدة اليمنية المشؤومة التي جاءتنا بمفاهيم وثقافة وعادات وطباع وسلوكيات دخيلة وغريبة على مجتمعنا العدني المدني والجنوبي والتي كان تأثيرها علينا تأثيرا سلبي للغاية وجعلت الكثير من الناس يقلدونهم ويتشبهون بهم والتي تتم فيها حل ومعالجة القضايا بطريقتهم القبلية الفجة والتي كانت تتم خارج إطار القانون وبشكل حكّم وعدل ومن هذه الدواوين ضاعت الدولة والقوانين والتشريعات وضاعت البلاد وتضرر العباد وأصبحت مكاتب الوزارات والمحافظات والحضورفيها شكلي فقط لترتيب المواعيد والتنسيق عبر مكتب وسكرتارية الوزير أو المحافظ واللقاءات تكون بعد الظهر وبعد الغذاء للنظر في القضايا المعروضة على معالي الوزير أو السيد المحافظ في جلسة من جلسات القات في الديوان ولشخصيات محددة وفيها يتم البزنس والذي منه وتحديد النسب للموافقه والقبول وتمرير الصفقات والعمل بالمشروع الفلاني وحل القضية العلانية ولا يستطيع المواطن العادي والبسيط الحصول على حصته من مقابلة الوزير أو المحافظ نظراً للحراسات المشددة إلا إذا كان معه دعوة الوالدين أوقدريكسب ود المقربين والحاشية وإعطائهم حق بن هادي وهذه اللفظة والعادة السيئةجائتنا من المجتمع اليمني الشمالي لم نكن نعرفها في عدن وربما كانت تردد أو يتعامل بها في بعض مناطق الجنوب وخاصة في الأرياف منها والمناطق الحدودية وعودة لحديثنا وللذين هم في مكتب الوزير أو المحافظ ولتحديد موعد للمواطن وهدا مانعاني منه اليوم في محافظة عدن فأغلب المكاتب في المحافظة والوزارات تجدها فاضية خاليه على عروشها من الموظفين إلا من بعض الموظفين العاديين الذين ليس بيدهم القرار ولا يملكون الصلاحيات ولا يستطيعون تقديم اي خدمة لك هم فقط يأتون لإثبات الحضور ليس إلا من أجل ضمان رواتبهم وعليك وعلى مكتب وسكرتارية الوزير أو المحافظ والتنسيق معهم وأنت وحظك إذا أجيت في ساعة طيبة وقرأت عليهم سورة ياسين وتبارك وعمى ونون يمكن تحظى بتحديد موعد لمقابلة معالي الوزير أو المحافظ المهم وبحسب المثل الشائع شوفلك ممن يعرفون مفاتيح الوزير أو المحافظ اي بمعنى دور لك على مفتاح والمفتاح يشتي له خبر وعلم.

تصوروا أن واحد ممن هم مقربين لأصحاب النفوذ والقرار و معه رجل هنا ورجل هناك يقول لشخص صديق لي أنا ممكن أجيب لك قرار تعيين أو تكليف مديرعام في إي موقع تريد والمسؤول الفلاني والمسؤول العلاني كلهم هؤلاء داخل جيبي الصغير بس على كيف؟ تقدر تدفع لي شهريا مبلغ وقدرة...!؟ ولاتهتم محد يقدر يعمل بك حاجة نحن نحميك زي فلان وفلان محد قادر يعمل لهم حاجة ولا يقدر أحد يحاسبهم فعلا كثيراً هم ممن اشتروا درجات ووظائف ومناصب ونسمع ونقرأ عن فشلهم وفسادهم وعن حالة الغنا الفاحش والترف الذي وصلوا إليه وهم كانوا فقراء معدمين واستغلوا مناصبهم ووظائفهم ولم يستطيع أحد من محاسبتهم أو الاقتراب منهم يعني نفس الثقافة والمفاهيم التي تحصل في دواوين المشائخ والوجهات والنافذين من أصحاب الهضبة الزيدية وازلامهم وهذا ماثأتر به كثير ممن اعتنقوا سراً المذهب الزيدي ويعملون به وهم ممن استحوذوا على الوظائف ويعتلون اليوم أعلى المناصب في محافظتنا .

#المريسي.

مقالات الكاتب