دعوة إلى التعقل الانترنتي!

نعم، هذا زمن صعب وخاصة على اليمنيين الذين يعانون مرارات بعضها فوق بعض، حتى يظن الانسان بأن الله يجمع بين أعسار وليس عسرين فقط!

وبكل تأكيد ظروف كهذه تجعل البعض من شرفة العصبية ينظرون، وعلى شفى حدةٍ من كلام ينطقون، وعلى قيد تسرعٍ يكتبون، في ردود أفعال إما غير محمودة أو تقترب، وانقياد سهل للقيل والقال والشائعات، ومتابعة بعض التفاهات وقلة العقل السائدة، وتصديق ما هب ودب مادام يتوافق مع الأهواء والميول، والتصفيق للجهل حسن النيه غالباً وسيئها أحياناً!

أنه زمن صعب وظروف مقيته ولكن، ولكن هذه شديدة الأهمية إذ تتعلق بعقولنا وباخلاقنا وكينونتنا وما تربينا عليه وما نمثله وما يمثل شخوصنا كبشر، فالانسان كلمة قبل كل شيء، صحيح أن الإنسان موقف وفعل على الأرض ولكن على هذا الفضاء الالكتروني يكون الفعل والموقف كلمة، فلنختار لمن نقرأ ومن نتابع جيداً، ولنختار مفرداتنا جيدا ولنتريث في ردود افعالنا، ولنعطي الناس مساحة من صبر، حين يكون ما نرد عليه قابل لأكثر من تفسير، ولنقرأ ما هو جميل وما هو مفيد ولا ننقاد وراء ما هو مثير أو رائج، فكثير من رواج اليوم هش ورخيص! سواء ما كان شعبوياً أو تافها أو هابطاً أو ما كان كيداً سياسياً أو منتجاً لمطابخ هنا وهناك!

يكفي ما نعانيه في هذا الزمن المر، والحري بنا أن نقرأ ونكتب ما يخفف من هذه المرارة، أن ننجذب إلى الكلمة الطيبة والقول الحسن والذوق الرفيع والكتابة المفيدة التي تغذي الروح والعقل معاً.

اذن: هذه دعوة للتعقل واللطف الانترنتي إذا صح التعبير، وأختيار ما يضيف وليس ما ينقص، واستخدام مفردات طيبة في التعامل حتى مع السوء، فالملافظ سعد كما يقال، ونبذ كل ما كان تافهاً حتى لو بدا مضحكاً احياناً فقد قيل قديماً "شر البلية ما يضحك!"، والبلية هنا تتمثل بحجم التفاهة وشرها بتأثيرها على عموم الناس.

الانترنت فضاء واسع غني وفيه الغث والسمين فاستخدموها لإثراء الذات بالتعلم والتدرب، وإثراء العقل والروح بمتابعة وقراءة الجميل، والكتابة والكلمة المصورة والمشاركة المفيدة الطيبة النافعة للناس او المطيبة لأرواحهم.

جمعة مباركة طيب الله أوقاتكنّ وأوقاتكم أجمعين.
الصورة من النت*

“نقلا عن صفحة الكاتب الرسمية عبر منصة فيسبوك”