الفقيد القاضي فهيم عبدالله الحضرمي (المعلم والقاضي الفاضل)

سافرت طلبا للعلم وحطيت الرحال في مدينة فارونج الروسية، وقد كنا عدد لا يستهان به من الطلبة اليمنيين وكان في استقبالنا عدد ممن سبقونا من طلاب العلم اليمنيين، ومن وسط المستقبلين ينبري يخطب فينا شباب اصبح لهم شأن لاحقا.

وكان يتقدم الحشد الأب الروحي الدكتور عبدالله الحو   والدكتور ناصر امزربه المثقف والفقيد القاضي جمال عمر الإنسان وبرفقتهم أعزاء لا يسعني المقام لذكرهم ووسط هذا الزخم من المتألقين برز  شاب بإبتسامته العريضة وبشاشة وجهه السمح وبحماسه بالترحاب وتعرفنا عليه إنه فقيدنا فضيلة القاضي فهيم عبدالله محسن الحضرمي (رحمة الله عليه)

وكان أولئك الأقدم يقتسمون الطلبة الجدد الوافدين لكي يدرسوا على إيديهم اللغة في غرفهم الصغيرة وبرعاية قلوبهم العامرة بالمحبة، وكانت الأيام تمضي بنا في غياهب العالم المستقبلي المجهول وكان لحسن حظي أن تعرفت على أخي الأكبر ومعلمي الفذ  "فهيم" الذي أسهم بشغف كبير بمساعدتنا في فك طلاسم  اللغة  وتلقينا المعرفة برحابة صدره وحزمه المشهود له بنجاعته مشفوعا بابتسامته  المعتادة  وعقليته  المتفتحة لكل جديد والتي كانت رصيدنا المعرفي في دراستي القانونية بمدينة (كييف) لاحقا ..

كان فقيدنا "فهيم" يمثل ربان علم ابحرنا بإرشاداته نحو المستقبل المعرفي الذي أهله لاحقا ليكون قاضيا استثنائيا ورئيس استئناف وعضو مجلس قضاء أعلى وعضو محكمة عليا بكل امتياز واستحقاق..

وها هو العلم يرحل عنا بكل صمت، إنه وجع في القلب وألم الحظات ويا لهول الفاجعة، ولكنها حكمة الله ولا اعتراض على مشيئته،  فما شاء الله كان..

وهنا لا يسعنا إلا أن نترحم على فقيدنا الكبير وقاضينا الحبيب "فهيم" وأننا لفي حزن شديد لرحيله عنا وقلوبنا تدعو له بالرحمة والمغفرة، سائلين المولى أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته مع الابرار والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
انا لله وانا اليه راجعون
رحمة الله عليك وإلى اللقاء أخي ومعلمي وصديقي
أبا محمد الحبيب وانك بين يدي رب عفو غفور رحيم كريم ..

المكلوم/
المستشار سالم سلمان الوالي 
نائب وزير الصناعة والتجارة