ثقافة الطفل أمانة على عاتق أجهزة الإعلام

أطلعت على مقال الأخ الكاتب/معالي جميل حول إعادة تصميم نظام العلمي يستوعب للأطفال ذوي الإعاقة في اليمن أستقيته من موقع المركز اليمني للسياسات ومن وجهة نظري فأن
ثقافة الطفل باتت اليوم تتصدر الهم العام للمجتمع حول ما اذا كانت الثقافة هي الرسالة التي يجب أن يتولى الإعلام نقلها خصوصاً وأن الملاحظ في مجال الثقافة يصعب كثيراً في إثاره إهتمام الأطفال و تعد ناحيه من نواحي الثقافة حيث أن المناخ الثقافي العام في مجتمعنا أصبح لا يهتم بهذه الناحية وهذا واضح فيما نجده من صعوبه في تقبل الأطفال اليمنيين للمادة العلمية التي تقدمها لهم الكتب مهما كانت ،جذابة ،سهلة و مبسطهة.

فالإهتمام بالعلم وتنمية أسلوب التفكير العلمي والرغبة في البحث و الإستقصاء امور لابد للنجاح فيها إثارة إهتمام الأطفال كأن يكون هناك مناخ عام في المجتمع يجعل هذا الإهتمام جزءاً مستمراً من أسلوب الحياة اليومية ،وأصبحت درجة وسائل التعليم  في بلدنا تتوقف على ما يلعبه هذا البلد من نضج وتطور.

ولذلك فان الطفل يستخدم دائرة المعارف بسهولة وتلقائية إذا وجد الاب والام و الإخوه الكبار يستخدمونها وهو لا يزال طفلاً يبحث عن المعرفه،والطفل يقبل على هذا التعامل مع الالة و الاجهزة العلمية والتقنية الحديثة بسهولة وتلقائية خصوصاً في تعامله مع أجهزة الكمبيوتر والتقنيات الحديثة بنفس الفهم والثقه التي تنمي إتجاهات الإبداع في مجال الإختراعات العلمية وتطوير هذه المعلومات الأن في المجتمع يجعل العلم موضوعاً شاملاً في البيت والمدرسة وفي كل ما تقدمه أجهزه الإعلام.

بدانا نلاحظ اليوم مدى إقبال أطفالنا على الموضوعات التي تتناول عالم الفضاء بالرغم من صعوبة هذا النوع من أنواع مجالات العلم وخدماته الا أن أجهزه الاعلام في بلادنا والعالم قد اعتادت على أن تتوسع في نشر أخبار رحلة الفضاء من دون نزول الإنسان على القمر وهذا يدل دلالة واضحة على أن أجهزة الإعلام هي التي مهدت السبيل لتنمية شغف الأطفال بالتعرف على ما يتعلق بعالم الفضاء وفي مقابل هذه الناحية الوحيدة من مجالات العلم التي إهتمت بها أجهزة الإعلام العالمية والعربية والوطنية في السنوات الاخيرة ويندر أن نجد ناحية أخرى من نواحي العلم قد حضيت بمثل هذا الإهتمام الواسع من هذه الأجهزة و تتأكد لنا كل يوم هذه الظاهرة الموسعة عندما ندخل مختبر الأطفال فنجد الكتب القصصية وكتب المغامرات قد أستلهمتها أيدي الأطفال لكثرة تداولها بينما كتب العلوم المبسطة مهما كانت جميلة ومتنوعة نجدها نظيفة وسليمة لم تمس ولا حتى من باب الإستطلاع.

لقد أصبح لوسائل الإتصال في المجتمع الحديث أهمية خطيرة في التأثير على الصغار وفي توجيه سلوكهم و إهتمامهم،ويبدأ تأثير أجهزة الراديو والتلفزيون والقنوات الفضائية منذ سنوات الطفل الأولى فهي تساهم في خلق وتشكيل سلوك و إهتمامات الصغار وتوجيههم وبالتالي التأثير عليهم مباشرة أو عن طريق الكبار وما يقدم لهم.. وإذا كنا نشكو من غياب أسلوب التفكير العلمي في مجتمعنا العربي ونفتقد لعناصر المهارة العلمية لدى صغارنا وكبارنا،واذا كانت الاتجاهات العلمية ضعيفة و باهثة فأن السبب الأساسي يرجع ذلك الى قصور أجهزة الإعلام و أجهزه التربية والتعليم عن تهيئة المناخ الذي تنمو فيه هذه العناصر والاتجاهات.

ويكفي أن أضرب مثالاً صارخاً على مدى إهمال أجهزه الإعلام في بلادنا لأساليب التنمية وأسلوب التفكير العلمي عند الصغار فلا يوجد متحف للعلوم يقدم المعرفة العلمية بطرق عملية متنوعة تناسب مختلف أعمار الأطفال،ولم يرتفع صوت حتى الأن يطالب بإنشاء مركز أو متحف متخصص يعبر عن مدى إدراك دور العلم في حياتنا ويؤكد إهمال هذه الأجهزة دورها في نشر أسلوب التفكير العلمي بين المواطنين.

لذلك نرى أن أجهزة الإعلام بمختلف وسائلها وكذلك وسائل التواصل الإجتماعي ينبغي عليها أن تتعاون مع المدرسة والبيت في تشجيع دوافع حب الإستطلاع وتنمية الخيال والتفكير العلمي كجزء من حياتنا وحياة الأطفال وعلى أجهزة الإعلام أن تنبه الآباء إلى الطريق الذي يكتشفون به نواحي النبوغ في أطفالهم وأن تساعدهم بما يمكن كل أب من أن يلهب هذه الشرارة من النبوغ حتى لا تضعف وتخبو.

كما نرى بالضروره على أجهزة الإعلام أن تثير دوافع حب الإستطلاع لدى الأطفال وتشجعهم على الغاء مزيد من الأسئلة وأن تقنع الآباء بضرورة الترحيب بأسئلة الأطفال والبحث معهم على إجابات لكل سؤال وأن يتركوا خيال الطفل ينمو ويترعرع مع تجنب الوقوف في السبيلة بالاصرار على ما يفكر به البالغون بأنه هو فقط الصحيح والحقيقي ويجب تشجيع الآباء على ترك الأطفال يتعلمون من عمل الأشياء بايديهم ومن الفك والتركيب ومن البحث و الإستقصاء كما يجب تشجيع أسلوب المناقشة والحوار بين الأجيال في سبيل توسيع الآفاق وإطلاق القدرات والمهارات فضلاً عن تبصير المسؤولين في الدولة باستحداث نظم تربويو حديثة تركز على وضع المناهج التربوية و الدراسية الجديدة لتلاميذ المدارس الأساسية لتنمية القيم الجديدة عند الأطفال الصغار بدلاً من أن تترك في أيدي أجهزة الإعلام الذين أتضح عدم قدرتهم على أن يقدموا ما يفتقدونه هم من قيم و إتجاهات وهو ما يحدث الأن في بلادنا وبعض الدول النامية المتخلفة التي يطلق عليها اذا ما أجازه لنا أنها قبور للتخلف.

مقالات الكاتب