في حوار لــ "التنمية برس" رجل الأعمال/ أحمد هادي القميشي: الركود الاقتصادي باليمن هو تحدي لكل المستثمرين ويبقى الأمل معلق بالله عزوجل

عدن | عن صحيفة التنمية اليوم - العدد (49) إصدار ديسمبر 2022 | أجرى الحوار - معتز اقبال - تصوير ماجد محمد سعيد :


رئيس مجموعة شركات شواطئ عدن للاستثمار 
 

التسويق رئة التنفس للأعمال وتزود المجتمع بمشاريع الصناعة والتجارة في تأمين الاحتياجات


المستثمر/ أحمد هادي مهدي القميشي: القوانين السابقة أصبحت لا تتكيف مع الظروف الحالية للاستثمار الوطني والمستثمر أصبح يدفع ثمن بقائه فيه


• المطاعم السياحية قطاع واعد في عدن ومرهون بتحسين معيشة الناس لزيادة القدرة الشرائية والمنافسة لإرضاء العملاء


• الأمن الغذائي في محط أنظار العالم ولا يمكن أن يتحقق الا بخطة وهدف استراتيجي قومي.



تختلف الأحاديث واللقاءات الصحافية عن كل شخصية يتم الحوار معها، فعند اللقاء مع مستثمر وطني  يعشق بلاده ويحلم بمستقبل أفضل ومشرق لأبنائه، لهو الفخر والاعتزاز بعينه، ونظرا للظروف التي تمر بها الدولة والشعب، بات من المؤكد بأن رأس المال الخاص بات مهدداً بفعل الصراعات والتحديات المتواجدة فيه طيلة سنوات ماضية، مما جعل أغلب المستثمرين العزم على نقل مشاريعهم واستثماراتهم خارج الوطن والاستقرار هناك، وأصبح القلة منهم من يغامرون ويصبرون على هذه الصعوبات والأزمات ويتجرعون المتاعب التي عصفت بالاقتصاد الوطني ولاتزال تعصف بالجميع، فعند التخطيط للأهداف والرؤى في إقامة مشاريع استثمارية تنموية الأولى من نوعها في اليمن، فهذا بحد ذاته نجاح كبير وإنجاز منقطع النظير رغم ما يرافق ذلك من احباطات تجعل من الصعب جداً إقامة مشاريع خدمية تلبي متطلبات وتطلعات المواطنين والمهتمين بهذه الأعمال، قمنا بطرح بعض الأسئلة والمحاور بحثاً عن إجابات صريحة وشفافة مع رجل الأعمال المستثمر: أحمد هادي القميشي – رئيس مجموعة شركات شواطئ عدن للاستثمار والتنمية، ليجيب عن أهم ما جاء في سياق هذا اللقاء الهادف ونشكره على تجاوبه واهتمامه مع الصحيفة وموقعها الاخباري ليدل على عنايته بهذه الوسائل المتخصصة التي أصبحت تشكل منبراً إعلامياً لهم واليكم قرائنا الكرام أبرز ما تم طرحه من استفسارات واجابات:-


• في البدء نود أن نعرف القراء الكرام بنبذة تعريفية مختصرة عن شخصك الكريم؟
اسمي أحمد بن هادي مهدي علي القميشي. صفتي كرجل أعمال حالياً رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات شواطئ عدن للاستثمار، عضو في نادي رجال الأعمال. تم تعينني مؤخراُ رئيس دائرة العلاقات والإعلام في الغرفة التجارية. بالإضافة الى عضويتي لدى الغرفة التجارية والصناعية بشبوة.
كما أنني عضو لدى مجلس إدارة صندوق التنمية لرجال المال والأعمال في العاصمة عدن.


• كيف استطاعت شواطئ عدن الاستثمارية تحقيق النجاحات والطموحات في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها بلادنا.؟
- بعد توفيق الله عز وجل فإن سبب النجاح هو التفاهم والتكامل بين أعضاء مجلس الإدارة، فتجد المبادرة وحسن المسؤولية لدى كل عضو، وعدم الاتكال أو التداخل، وهذا الفريق المؤسس وجهودهم ومثابرتهم هو الدعامة الرئيسية للنجاح، ثم بعد ذلك يأتي دور الأنظمة الإدارية التي نتبناها داخل الشركات، فقد اعتمدنا في التأسيس نظام إدارة الجودة (iso-9001-2015) وأصبح واضحاً لدينا في المرتكزات الرئيسية لهذا النظام ونبني عليها، ونعتمد في هذا النظام على مجموعة من المستشارين والمدراء ذوي الخبرة والكفاءة.
أيضاً فإن خبرتنا السابقة في مجال أعمالنا كان لها الدور الأبرز في ترسيخ هذا النجاح، والحمد لله. 


• ما أبرز الأنشطة والخدمات والمشاريع التجارية التي تعمل بها مجموعتكم التجارية.؟
- أبرز الخدمات والأنشطة والمشاريع التجارية تأتي في مجال الأغذية والتموين، وتمثل مطاعم شواطئ عدن الركيزة الأساسية في هذا المجال. 
في مجال السياحة والخدمات الفندقية لدينا صرحٌ سياحيٌ عملاقٌ وهو "منتجع قنا السياحي" في محافظة شبوة وهو الأبرز على مستوى اليمن. 
نعمل أيضاً في مجال الاستيراد والتصدير ولدينا وكالات لشركات متعددة، ومن أنشطتنا أيضاً شركة بن مهدي الهندسية في مجال البناء والإعمار والتشييد.


• برأيك كيف تصف المشهد الاقتصادي والتنموي لدى اليمن؟ وهل هنالك انفراجه قادمة للشعب تخفف من وضعه المعيشي والاقتصادي الراهن.؟
- المشهد الاقتصادي والتنموي يمر بمرحلة ركود، وتزداد المخاوف أكثر خشية دخول مرحلة الكساد، وهذا سينعكس سلبياً على زيادة البطالة والفقر أكثر مما هو عليه، لكننا نأمل أن تأتي انفراجة خصوصاً مع الوديعة المالية التي ستحقق انتعاشًا وسط الحركة الاقتصادية لتجاوز الركود بإذن الله عز وجل.


• ما أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهتموها أثناء عملكم خلال الفترات الماضية والحالية.؟
- أبرز الصعوبات كانت الحرب في عام 2015م التي اندلعت بعد انطلاق أول مشروع لنا فقط بستة أشهر، وبفضل الله تجاوزنا هذه المرحلة، ثم جاءت الاشتباكات التي كانت تدور حولنا لعدة مرات، ثم جاءت كورونا، بالإضافة إلى عدم استقرار سعر الصرف والتذبذب المستمر الذي يتكرر. حالياً مرحلة الركود الاقتصادي هو التحدي الذي يواجه كل المستثمرين والشركات وكافة النشاطات التجارية والصناعية والأمل معلق بالله عز وجل لتجاوزها جميعاً.


• كيف تقيمون علاقة الجهات الحكومية المعنية مثل هيئة الاستثمار ووزارة الصناعة والتجارة في تسهيلاتها ومزاياها مع القطاع الخاص.؟
- علاقاتنا مع الجهات المعنية في الحكومة طيبة، لكن وبسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد فإن القوانين السابقة لا تتكيف مع الظروف الحالية للاستثمار، فنجد أن الكثير من رأس المال هاجر إلى خارج الوطن بسبب التهديدات من جانب وبسبب عدم الاحتواء لرأس المال الوطني من خلال التسهيلات والاستيعاب ليبقى في الوطن، ومن بقي فإنه يدفع ثمن بقاءه.

• ما أبرز خططكم وأهدافكم الطموحة وفق رؤيتكم المنشودة للعام القادم 2023م.؟
- أبرز خططنا هو التوسع في مجالنا الرئيسي - الأغذية والتموين - وتنشيط مجال الاستيراد والتصدير وخدمات السياحة، والدخول في مجال التصنيع بإذن الله.


• كيف تصف وضع قطاع المطاعم السياحية في عدن؟ وهل فعلًا يواكب متطلبات العملاء من المواطنين وغيرهم ويلبي خدماتهم وفق الشروط والمعايير المعتمدة في نوعية الوجبات الغذائية المقدمة.؟
- قطاع المطاعم واعد في عدن، حيث أننا لمسنا تغييرًا في ثقافة المستهلك بعد أن افتتحنا مطاعم شواطئ عدن، لكن يبقى هناك تحدٍ في تطوير هذه الثقافة من خلال تكامل الأدوار لدى القطاع الخاص والحكومة، حيث إن من المهم التدخل الحكومي في تحسين معيشة الناس لكي تزيد لديهم القدرة الشرائية، وبالتالي سوف تزيد عملية الإقبال والطلب على خدمات المطعم، وهنا ستزيد عملية المنافسة لخدمة العملاء وستظل العملية في مواكبة للتطور والمنافسة بهدف إرضاء العملاء.


• كيف تعلق - بصفتك رجل أعمال يمني - حول أهمية تعزيز دور التسويق والترويج للمشاريع الاستثمارية والاقتصادية وأثرها الإيجابي الفعال للوطن والمواطن.؟
- التسويق والترويج هي الرئة التي يتنفس منها عالم المال والأعمال، حيث إنها صوت المنتج للوصول إلى المستهلك، فلولا التسويق لما وصل المنتج إلى الناس، ولولا الترويج لما عرف الناس مواصفات هذا المنتج، وفيم يستخدم، ولماذا أنتج أصلا، وما هي أهميته وفوائده للناس، ولهذا فإن الأهمية الكبيرة للمزيج الترويجي تأتي متكاملة.


• كونك أحد المستثمرين في المنتجعات السياحية كيف تنظر إلى دور هذه المشاريع النوعية التي تفتقرها بلادنا والتي أصبحت بحاجة إلى تنمية سياحية والسفر في أهم المناطق اليمنية مثل محافظة شبوة.؟
- بالنسبة للسياحة فهي من أهم المشاريع التي تساهم في تحقيق الأمن؛ لأن الأمن لن يأتي في ظل عزوف الناس عن الاستثمار عن تحقيق مشاريع تشعر الناس بوجود الأمن وتدفع الحكومة إلى تأمين مثل هذه المشاريع الخدمية التي يحتاج إليها المجتمع. 
إن قطاع السياحة من أهم القطاعات الاستثمارية الواعدة في بلد يتنوع فيه كل خصائص السياحة والتراث والإرث الحضاري الكبير لمحافظة شبوة مهما كانت التهديدات، فلا بد من تضحية، فالثمرة ستكون كبيرة وجيدة بإذن الله عز وجل.


• العاصمة عدن اقتصاديًا وتجاريًا ماذا تحتاج في الوقت الراهن للنهوض بوضعها بمختلف المجالات كما كانت عليه من قبل.؟
- العاصمة عدن هي من أهم المدن التاريخية على مستوى العالم، وهي بحاجة إلى فرصة الاستيعاب لرأس المال الوطني ليقوم بدوره من خلال منظومة تشريعية تستوعب أكبر قدر ممكن من المشاريع التجارية والصناعية.


• برأيك كيف يتم تحقيق الأمن الغذائي كونكم تعملون في التموين الغذائي.؟
- الأمن الغذائي يمكن أن يتحقق من خلال خطة استراتيجية وطنية تدعم الإنتاج المحلي في الزراعة والثروات الحيوانية والسمكية ودعم الصناعات المحلية وانتعاش التصدير وتشجيع المزارعين والمنتجين المحليين وتبادل الإنجازات والتجارب مع الدول المتقدمة في هذا المجال والتركيز على الأمن الغذائي كهدف استراتيجي قومي حتى يتحقق هذا الهدف.


• انهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع الأسعار وكلفة النقل والشحن البري والبحري هل أثرت تلك التداعيات السلبية على نشاط عملكم الاستثماري.؟
- بلا شك أن انهيار العملة وارتفاع الأسعار وكلفة النقل والشحن البحري والبري وكل تلك النزاعات الناجمة عن الصراع الداخلي وأزمة كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا حدَّ من نشاطنا، لكن يبقى الأمل بالله موجود، وسنتجاوز ونستمر.


• ما هي رسالتك التي تود إيصالها للقراء والمعنيين بالأمر.؟
- رسالتي لكل القراء وخصوصاً المهتمين بالأعمال أقول لهم (ابدأ والمنال في ذهنك) فإن الكثير يخسرون بسبب التردد والخوف، لكني أنصح الجميع بأن يخطط جيداً أو يضع الهدف ثم يتوكل ويثابر حتى يتحقق المنشود (اعقلها وتوكل).


• هل من كلمة أخرى تود قولها في ختام هذا اللقاء المثمر معكم.؟
- نشكر "صحيفة التنمية اليوم وموقعها الاخباري التنمية برس" لإتاحة هذه الفرصة واهتمامها بالاستثمار والمستثمرين، وتكاد تكون الصحيفة الوحيدة في عدن المهتمة بهذا الجانب الحيوي الهام، وأسأل الله أن يصلح العباد والبلاد وأن يجعل لنا من أمرنا يسرًا، وأن يرفع عنا ما نحن فيه من الشدة، وأن يبدلنا حالاً خيراً من حالنا، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية